Blog Details

المناعة النفسية والاضطرابات النفسية الجسدية

وهي منطقة تكاملية تعكس التفاعل العميق بين الجوانب النفسية والجسدية للحياة البشرية. تفهم المناعة النفسية كمجموعة من القدرات والموارد الداخلية التي يمتلكها الشخص، مما يسمح له بالتعامل بقوة مع الضغط والتوتر النفسي، مما يمنع اندماجها في هيكله النفسي وحدوث خلل يخل بالتوازن الجسدي. هذه الحصانة لا تقتصر على مقاومة الأزمات العرضية؛ كما يشمل القدرة على استعادة التوازن بعد الصدمة، والتحكم في المشاعر السلبية، وتنظيم الاستجابات المعرفية والسلوكية بطرق تقلل من تأثير التوتر على الصحة العامة. أما الاضطرابات النفسية الجسدية، فهي مظاهر جسدية للأزمات النفسية والصراعات غير المحلولة، حيث تتحول الضغوط النفسية المزمن أو المشاعر المكبوتة إلى أعراض جسدية (أمراض القلب والأوعية الدموية، قرحة المعدة، الصداع النصفي أو أمراض الجلد، أمراض الجهاز التنفسي). هذا يوضح أهمية المناعة النفسية كعامل حماية رئيسي. يلعب دورا مهما في تقليل شدة ردود الفعل التلقائية والهرمونية للتوتر، حيث يعمل كحاجز يمنع تراكم التوتر الذي يؤدي إلى اضطرابات جسدية. العلاقة بين المناعة النفسية والاضطرابات النفسية الجسدية واضحة: الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من المناعة النفسية غالبا ما يمتلكون استراتيجيات تأقلم فعالة، ونظرة متفائلة للحياة، وإحساس بالكفاءة الذاتية. هذا يزيد من قدرتهم على التعامل مع التوتر بشكل بناء، مما يقلل من آثاره. أما ضعف المناعة النفسية، فيجعل الشخص أكثر عرضة لردود فعل غير تكيفية (عزلة، قلق مزمن أو كبت المشاعر)، مما يزيد من احتمالية الإصابة بأعراض نفسية جسدية.