أمل جديد للمصابين بالآلام المزمنة: علاج يركّز على المشاعر يحقق نتائج واعدة

كشفت دراسة جديدة أجرتها جامعة نيو ساوث ويلز (UNSW) بالتعاون مع مركز أبحاث الأعصاب الأسترالي (NeuRA) عن نهج مبتكر لعلاج الآلام المزمنة، يعتمد على إعادة تدريب الدماغ لمعالجة المشاعر بشكل أفضل.
قاد البحث البروفيسورة سيلفيا غوستين والدكتورة نيل نورمان-نوت، حيث طوروا علاجًا رقميًا حديثًا يُعرف باسم علاج الألم والمشاعر (Pain and Emotion Therapy). يهدف العلاج إلى تعزيز القدرة على تنظيم المشاعر السلبية وزيادة الاستجابة للمشاعر الإيجابية، مما يؤدي إلى تخفيف الإحساس بالألم.
نُشرت نتائج التجربة العشوائية المُضبوطة في مجلة JAMA Network Open، وشارك فيها 89 شخصًا يعانون من آلام مزمنة بين مارس 2023 وسبتمبر 2024. وحقق المشاركون الذين تلقوا العلاج انخفاضًا متوسطًا قدره 10 نقاط على مقياس شدة الألم من 100 نقطة.
تقول البروفيسورة غوستين: “عندما نحسن تعاملنا مع المشاعر، نستطيع بالفعل تغيير طريقة شعورنا بالألم. هذا العلاج لا يوفر فقط راحة مؤقتة، بل يحسن جودة الحياة على المدى الطويل“.
لماذا تنظيم المشاعر مهم في علاج الألم؟
تُعرّف الآلام المزمنة بأنها الألم الذي يستمر لأكثر من ثلاثة أشهر، وتؤثر على نحو 30% من سكان العالم. وغالبًا ما ترتبط بـالاكتئاب والقلق، وارتفاع في معدلات الانتحار. من العوامل الأساسية في تفاقم هذه الحالة هو الخلل في تنظيم المشاعر الناتج عن التأثير المستمر للألم على دارات الدماغ العاطفية.
وأظهرت الدراسة أن المشاركين حققوا تحسنًا في:
- الوعي بالمشاعر
القدرة على تهدئة الانفعالات السلبية - جودة النوم
- الصحة النفسية العامة
وتضيف الدكتورة نورمان-نوت: “رغم أهمية الأدوية التقليدية، إلا أنها قد تؤدي إلى آثار جانبية ومشكلات الإدمان، إضافة إلى انخفاض فعاليتها مع الوقت. العلاج الجديد يقدم حلاً نفسيًا فعالًا وآمنًا“.
علاج رقمي، سهل الوصول، وقائم على الأدلة
تم تقديم العلاج عبر ثماني جلسات جماعية عن بُعد، مدعومة بتطبيق كُرّس لتطوير المهارات ودليل تدريبي شامل. ساعد هذا النموذج الرقمي في الوصول إلى مشاركين من جميع أنحاء أستراليا، بما في ذلك المناطق النائية.
يُنتظر أن تنطلق المرحلة التالية من البحث في عام 2026، من خلال تجربة سريرية موسّعة بدعم من صندوق أبحاث المستقبل الطبي الأسترالي.
وتختم البروفيسورة غوستين قائلة: “هذا العلاج يمثل تحولًا حقيقيًا في التعامل مع الألم المزمن، إذ يجمع بين الجسم والعاطفة في خطة علاجية متكاملة”.