Blog Details

زراعة الفرح من خلال العلاج القائم على اليقظة الذهنية

على مدار أكثر من عقدين، كرّست أبحاثي لفهم كيفية قدرة ممارسات اليقظة الذهنية على إعادة تشكيل الدماغ ودعم التعافي من ما يُعرف بـ “أمراض اليأس” مثل الإدمان، الألم المزمن، والمعاناة العاطفية. وقد طوّرت برنامجاً علاجياً يُعرف باسم العلاج الموجّه بالتعافي عبر اليقظة (MORE)، الذي أظهر نتائج لافتة في دراسة حديثة نُشرت في مجلة Science Advances.

شملت الدراسة أربع تجارب سريرية بمشاركة 135 شخصاً يتناولون المواد الأفيونية بشكل يومي لعلاج الألم المزمن. جرى توزيع المشاركين عشوائياً بين برنامج MORE لمدة ثمانية أسابيع وجلسات علاج داعم بنفس المدة. ولتقييم التغيرات الدماغية، تم تسجيل نشاط الدماغ عبر تخطيط كهربية الدماغ (EEG) أثناء عرض صور مرتبطة باستخدام الأفيونات وصور لمكافآت طبيعية مثل ابتسامة طفل أو غروب الشمس.

أظهرت النتائج أن مجموعة MORE انخفضت لديها استجابات الدماغ لمثيرات المخدرات وزادت الاستجابات للمكافآت الطبيعية، خصوصاً عند ممارسة تقنيات اليقظة التي تركز على تذوق اللحظات الإيجابية. وهذا يشير إلى أن البرنامج يساعد الدماغ على استعادة قدرته على التمتع بمصادر الفرح الطبيعية بدلاً من الاعتماد على الأفيونات.

تكمن أهمية هذا الاكتشاف في أن الاستخدام الطويل للأفيونات يضعف نظام المكافأة في الدماغ، فيجعل الأشخاص أقل قدرة على الشعور بالمتعة وأكثر عرضة لزيادة الجرعات والوقوع في الاعتماد.

إضافة إلى المؤشرات العصبية، أبلغ المشاركون في MORE عن انخفاض في الألم، وزيادة في الفرح، وشعور أعمق بالمعنى في الحياة، إلى جانب تراجع ملحوظ في خطر إساءة استخدام الأفيونات حتى بعد ثلاثة أشهر من انتهاء البرنامج.

يجمع MORE بين اليقظة الذهنية، إعادة التقييم المعرفي، وتذوق اللحظات الإيجابية، ليُدرّب الأفراد على ملاحظة الجوانب المضيئة للحياة حتى في أوقات الشدة. وتشير النتائج إلى أن هذا البرنامج يمكن أن يكون أداة علاجية فعّالة لتقليل الألم والسلوكيات الإدمانية، وتعزيز المرونة والسعادة.في ظل معاناة ملايين الأشخاص من الألم المزمن واستمرار أزمة الإدمان، فإن الحاجة إلى حلول مبتكرة وفعّالة أصبحت ملحّة، ويُظهر الدليل العلمي أن برنامج MORE قادر على لعب دور محوري في هذا المسار.