التعافي من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD): ماذا تقول أحدث الإرشادات؟

التعامل مع اضطراب ما بعد الصدمة قد يكون مرهقًا، خصوصًا عند مواجهة خيارات علاجية متعددة ونتائج بحثية متضاربة. لذلك، تُعد الإرشادات السريرية مرجعًا موثوقًا، حيث يقدمها خبراء بعد مراجعة شاملة للأدلة العلمية المتاحة.
ما هي الإرشادات السريرية؟
الإرشادات السريرية تصنّف العلاجات وفقًا لقوة الدليل: قوي، ضعيف، أو غير كافٍ. أحدثها: إرشادات وزارة شؤون المحاربين القدامى ووزارة الدفاع (2023) و إرشادات الجمعية الأمريكية لعلم النفس (2025).
ما هو اضطراب ما بعد الصدمة؟
وفقًا للدليل التشخيصي DSM-5، يتطلب التشخيص:
- الاقتحام (كوابيس، ذكريات متكررة، نوبات هلع عند التعرّض لمثيرات)
- التجنّب (الابتعاد عن المواقف أو الأفكار المرتبطة بالصدمة)
- تغيرات سلبية في المزاج والتفكير (شعور دائم بالذنب، العار، فقدان الثقة)
- الاستثارة المفرطة (الأرق، سرعة الغضب، فرط اليقظة)
ماذا تقول الإرشادات؟
- أقوى دليل: العلاج بالمعالجة الإدراكية (CPT) و التعرّض المطوّل (PE)، مع توصية إضافية باستخدام العلاج بحركات العين (EMDR).
- دليل محدود: برامج مثل DBT، ACT، أو العلاج الداعم.
- دليل غير كافٍ: مثل اليوغا، التأمل، التغذية الراجعة العصبية، أو العلاج النفسي الديناميكي.
الخلاف حول “مرحلة الاستقرار”
كان الاعتقاد السائد أن المصابين يحتاجون أولًا إلى مرحلة استقرار قبل البدء في علاج الصدمة. لكن الأبحاث أثبتت أن البدء مباشرةً بالعلاجات الموجّهة للصدمة (CPT أو PE) أكثر فعالية حتى مع الحالات المعقدة.
وجهة نظر إكلينيكية
معظم المصابين يحققون تحسنًا ملحوظًا بعد 12–15 جلسة من CPT أو PE. أما في الحالات التي تتضمن انتحارية نشطة أو إدمانًا شديدًا، فقد تكون هناك حاجة أولية لعلاج مثل DBT.
نظرة مستقبلية
تظهر علاجات مبتكرة مثل العلاج المساعد بالـ MDMA نتائج واعدة، بجانب أساليب داعمة مثل اليوغا والتأمل، لكن الأدلة ما زالت في طور التراكم.