Blog Details

من الإرهاق إلى التوازن: رحلة أم مع صحتها النفسية

From Burnout to Balance: A Mother’s Mental Health Journey

تتذكر سيندي كابريو وولف اللحظة الدقيقة التي أدركت فيها أن الأمومة غيّرت حياتها بطرق لم تكن تتوقعها. لم يكن الأمر التحول المشرق الذي حلمت به، بل واجهت شعورًا عميقًا بالإنهاك والارتباك. واليوم، تعمل وولف كمدرّبة على التأمل ومستشارة للصحة النفسية في كونيتيكت، تساعد الأمهات المرهقات على إيجاد التوازن—بعد أن كانت هي نفسها عاجزة عن ذلك.

كانت نقطة التحوّل في مطبخها، حين جلست على كرسي صغير لطفلها في نهاية يوم طويل، منهكة تمامًا. تلك اللحظة أصبحت شرارة كتابها في العاصفة: دليل لإنقاذ ذاتك في هذه الرحلة الجنونية المسماة بالأمومة، حيث تسرد تجاربها ورحلة تعافيها، وتقدّم دروسًا تواكب ما بدأ العلم يكشفه عن الصحة النفسية للأمهات.

علم نفس الإرهاق الأمومي

تصف وولف الصراع بين توقّع السعادة والرضا، وبين واقع الشعور بالضياع. استعارت عبارة “في العاصفة” من مجال المطاعم لوصف الإرهاق الكامل، وهو إحساس يتشاركه الكثير من الأمهات بصمت. وتشير الأبحاث إلى أن الإرهاق الأمومي يصيب واحدة من كل عشرين أمًا، ويزيد خطر الاكتئاب والقلق وعدم الرضا.

الدماغ والتحوّل في الهوية

التغيرات العصبية التي تطرأ بعد الولادة تقوّي ارتباط الأم بطفلها، لكنها قد تجعلها تشعر بانفصال عن ذاتها السابقة. ترى وولف أن الأمر ليس فقدانًا للنفس، بل ولادة جديدة لنسخة أكثر إشراقًا وقوة من الأم.

كسر أسطورة الأم المثالية

قصتها تتحدى الصورة النمطية للأم المضحية دومًا. ففي إحدى الحصص، حين اعترفت أنها تعاني، فتحت المجال أمام أمهات أخريات ليتحدثن عن صعوباتهن. وتثبت الدراسات أن الدعم الصادق بين الأمهات يقلل العزلة ويحد من الاكتئاب بعد الولادة.

العادات الصغيرة والحدود

تركّز وولف على التغييرات الصغيرة المتدرجة بدل القرارات الكبيرة، وهي ما يسميه الباحثون “العادات الدقيقة” التي تترسخ بمرور الوقت. كما تؤكد على أهمية وضع الحدود الصحية لحماية الأم وأسرتها، وتراها ضرورة وليست أنانية.

دروس للمتخصصين

تجربتها توضح أن دمج هوية ما قبل وما بعد الولادة يخفف الاكتئاب، وأن الخطوات الصغيرة تحدث فارقًا ملموسًا، وأن الصلة الاجتماعية والدعم المتبادل يقيان من العزلة، وأن تعليم الأمهات التعاطف مع الذات ووضع الحدود يحسّن ديناميكيات الأسرة.

الصورة الأكبر

تجربة وولف تبرهن أن رعاية الأم جزء أساسي من رعاية الطفل. فحين تعتني الأم بنفسها، ينعكس ذلك إيجابًا على أبنائها. رسالتها: الإرهاق مرحلة عابرة، التغييرات الصغيرة مهمة، وطلب المساعدة دليل قوة لا ضعف.