آلية التفاؤل والتشاؤم في اضطرابات الجسد النفسي
تفاعل معقد بين العمليات النفسية والفسيولوجية التي تحدد استجابة الشخص لضغوط الحياة والمشاكل اليومية.
1) التفاؤل، الذي يركز على النتائج الإيجابية وتوقع النجاح، يعزز استخدام استراتيجيات التكيف الفعالة – حل المشكلات، وإعادة التقييم المعرفي، والبحث عن الدعم الاجتماعي – مما يؤدي إلى تقليل تنشيط الجهاز العصبي الذاتي وتقليل نشاط هرمونات التوتر (الكورتيزول والأدرينالين). هذا التنظيم الفسيولوجي يحمي الأنظمة الحيوية من التوتر المزمن ويقلل من خطر الإصابة بالأعراض النفسية الجسدية: أمراض القلب والأوعية الدموية، اضطرابات الجهاز الهضمي، الصداع المزمن، وأمراض الجلد. كما يعزز التفاؤل المرونة النفسية، والكفاءة الذاتية، والمرونة النفسية من خلال تعزيز قدرة الشخص على التكيف نفسيا وجسديا مع التوتر.
2) التشاؤم، على العكس، يتميز بالتوجه نحو السلبية والشعور بالعجز أمام الأحداث، مما يؤدي إلى رد فعل عاطفي وفسيولوجي مفرط تجاه التوتر. في هذه الحالة، يكون الجهاز العصبي والغدد الصماء في حالة فرط نشاط مستمر، يتجلى ذلك بزيادة إفراز هرمونات التوتر، وخفقان القلب، وارتفاع ضغط الدم، وضعف المناعة. يؤدي هذا النشاط المستمر إلى تراكم التوتر النفسي والجسدي، مما يزيد من احتمالية الإصابة بأعراض نفسية جسدية مزمنة. علاوة على ذلك، يقلل التشاؤم من قدرة الشخص على استخدام استراتيجيات التكيف الفعالة ويضعف المرونة النفسية والمناعة، مما يزيد من الآثار السلبية للتوتر على الصحة النفسية والجسدية.