Blog Details

الأساس النظري لتفاعل الأمراض النفسية الجسدية والمناعة

يستند إلى فكرة أن الأنظمة العصبية والغدد الصماء والمناعة تشكل شبكة متكاملة من التفاعلات الحيوية التي تتأثر بالعوامل النفسية والاجتماعية والبيولوجية. عندما يتعرض الشخص لضغط أو مشاعر سلبية مزمنة (القلق، الحزن، أو الغضب المكبوت)، يحفز الدماغ الجهاز العصبي الذاتي ويحفز استجابات هرمونية، خاصة إنتاج الكورتيزول والأدرينالين. تساعد هذه الهرمونات الجسم مؤقتا على التعامل مع المواقف المجهدة. ومع ذلك، فإن إفراز الخلايا المستمرة لفترة طويلة يضعف فعالية الخلايا المناعية مثل الخلايا الشحمية التائية والخلايا اللمفاوية B، ويعطل نشاط الخلايا القاتلة الطبيعية، مما يقلل من قدرة الجسم على مكافحة العدوى ويزيد من قابلية الإصابة بالأمراض أو يبطئ التعافي. علاوة على ذلك، فإن ضعف المناعة الناتج عن هذه التفاعلات يؤثر ليس فقط على الحالة الجسدية بل أيضا على الحالة النفسية من خلال إرسال إشارات التهابية إلى الدماغ، مما يؤدي إلى أعراض مثل التعب، وانخفاض الطاقة، وتقلبات المزاج. لذا، يقترح الإطار النظري أن العلاقة بين الأمراض النفسية الجسدية والمناعة دورية: فالتوتر والمشاعر تؤثر على فعالية الجهاز المناعي، وتساهم التغيرات في المناعة بدورها في تغيرات في المشاعر والسلوك. يتوافق هذا المفهوم مع النموذج البيولوجي-الاجتماعي، الذي يعتبر المرض ليس نتيجة لعامل معزول واحد، بل كتفاعل ديناميكي بين النفس والكائن الحي والبيئة. وهذا يجعل فهم التفاعل بين النفسية الجسدية والمناعة أمرا ضروريا لتطوير استراتيجيات علاجية ووقائية شاملة.