التكامل العملي بين علم النفس الجسدي، وعلم النفس العصبي، وعلم النفس الفسيولوجي
اتجاه حالي في العلوم الطبية والنفسية يهدف إلى إنشاء نظام شامل لفهم التفاعل المعقد بين العقل والجسد. هذا التكامل لا ينظر إلى الشخص من وجهة نظر واحدة، بل يجمع بين فهم الجوانب العاطفية والسلوكية (التي تدرسها العلوم النفسية)، والآليات العصبية المتعلقة بوظائف الدماغ والجهاز العصبي المركزي (التي تدرسها علم النفس العصبي)، والعمليات الفسيولوجية والهرمونية والكهربائية في الجسم (التي تدرسها علم النفس الفسيولوجي). في الواقع، يتيح هذا التكامل تطوير برامج تشخيصية وعلاجية شاملة. يمكن استخدام الأدوات العصبية القياسية، مثل تخطيط الدماغ الكهربائي الوظيفي أو التصوير بالرنين المغناطيسي، لربط النشاط العصبي بالحالة النفسية للمريض. يمكن بعد ذلك تحليل المؤشرات الفسيولوجية مثل معدل ضربات القلب، وضغط الدم، وإفراز الكورتيزول لفهم الاستجابات الجسدية، وأخيرا، يمكن دمج هذه النتائج في تفسير جسدي يربط التجارب العاطفية بالتغيرات الجسدية المرضية. من خلال هذا الاندماج، يمكن للأطباء والمعالجين النفسيين تطوير خطط علاجية متعددة التخصصات تشمل العلاج الدوائي، والعلاج السلوكي المعرفي، وإعادة التأهيل العصبي، واستراتيجيات الاسترخاء وتنظيم المشاعر. لذا، فإن التكامل العملي لهذه التخصصات الثلاثة لا يقتصر على توسيع المعرفة النظرية، بل يمتد إلى تشكيل أداة تطبيقية تساهم في تحسين جودة التشخيص، وفعالية العلاج، وتقوية الصحة العامة للشخص من وجهة نظر توحد الجسد والعقل في كيان واحد معقد.