الفروقات بين العلاج السلوكي المعرفي والعلاج النفسي قصير المدى الموجه نحو الحلول.
العلاج السلوكي المعرفي (CBT) والعلاج النفسي قصير المدى الموجه نحو الحلول (CBT) هما من أشهر الأساليب العلاجية الحديثة. ومع ذلك، هناك اختلافات جوهرية في الأسس النظرية والأهداف والاستراتيجيات:
1) يعتمد العلاج السلوكي المعرفي على افتراض أن المشاكل النفسية تنشأ من أنماط تفكير غير عقلانية أو مشوهة تؤدي إلى مشاعر سلبية وسلوك مضطرب. لذلك، يهدف إلى تغيير هذه الأفكار من خلال إعادة هيكلة الإدراك واستخدام تقنيات سلوكية مثل التأثير التدريجي، وحل المشكلات، وتدريب المهارات. تركز على العلاقة الجدلية بين الأفكار والمشاعر والسلوكيات وتعمل على تصحيح الأفكار الأساسية التي تسبب الاضطرابات لتحقيق تحسين مستدام.
2) العلاج النفسي قصير الأمد الموجه نحو الحلول (ORT) يعتمد على فلسفة مختلفة جذريا. لا يأخذ في الاعتبار أسباب المشكلة ولا يحلل جذورها العميقة، بل يركز على الحلول الممكنة والفرص الخفية للعميل. ويستند إلى افتراض أن العميل يمتلك موارد داخلية كافية لإحداث تغيير، وأن دور المعالج هو تحفيز هذه الفرص وتوجيه الانتباه إلى الإنجازات الإيجابية والنجاحات السابقة.
الفروق الأساسية بين نوعي العلاج هي أن العلاج السلوكي المعرفي تفسيري وتصحيحي وتعليمي، بينما العلاج الموجه نحو الحلول بناء وتحفيزي وعملي. الأولى تركز على تغيير البنية الإدراكية والسلوكية للعميل، بينما الثانية تركز على تحقيق الأهداف قصيرة المدى من خلال خطوات محددة في الحاضر والمستقبل، دون الغوص في الماضي. بالإضافة إلى ذلك، عادة ما يتطلب العلاج السلوكي المعرفي المزيد من الجلسات لمراقبة وتعزيز التغيرات الإدراكية والسلوكية، بينما العلاج القائم على الحلول أكثر إيجازا ويستغرق وقتا طويلا، وغالبا ما يقتصر على عدد قليل من الجلسات المكثفة. لذا، يمكن القول إن الفرق الأساسي بين الاثنين يكمن في النهج النفسي للتعامل مع المشكلة: يرى العلاج السلوكي المعرفي أنه نتيجة لأخطاء معرفية وسلوكية، بينما يرى العلاج النفسي الموجه نحو الحلول أنه تحد يمكن التغلب عليه من خلال الاستفادة من الموارد الشخصية وإيجاد حلول فورية.