المفهوم الثقافي في سياق الوظائف الذهنية العليا
الأدوات الثقافية (اللغة، الإشارات، الرموز، الكتابة، الأرقام) ليست مجرد أدوات تعليمية، بل هي أيضا أهم الأدوات لتطوير تفكير الأطفال ووظائفهم الذهنية العليا. تعمل هذه الأدوات كحلقة وصل بين قدرة الطفل الفطرية على التعلم والبيئة الاجتماعية والثقافية من حوله، مما يسمح له بتنظيم تفكيره، وتوجيه الانتباه، وتطوير مهارات حل المشكلات. كلما زادت الأدوات الثقافية التي يمتلكها الطفل تنوعا وغنى، أصبح تطوره العصبي النفسي أعمق وأكثر مرونة، مع تطور قدراته على التعلم والتخطيط والتكيف الاجتماعي. ومع ذلك، فإن غياب هذه الأدوات يؤدي إلى فجوات معرفية وفرص محدودة للتطور المتوازن للوظائف الذهنية العليا، مما يؤكد أهمية البيئة الثقافية كعامل حاسم في تشكيل التطور العصبي النفسي للطفل منذ سن مبكرة.