مراحل تقييم اضطراب الجسد النفسي
هي عملية دقيقة وتدريجية تهدف إلى فهم العلاقة المعقدة بين العوامل النفسية والجسدية، وتحديد مدى تأثير الضغط النفسي على الأعراض الجسدية، وإجراء التشخيص الصحيح، وتطوير خطة علاجية فعالة وشاملة. يتطلب هذا التقييم عملية منهجية ومتسقة تسمح بجمع البيانات المنهجي والتحليل الشامل للحصول على صورة واضحة عن حالة المريض.
1) المرحلة الأولى هي جمع البيانات الأولية، والاضطراب الطبي والنفسي. في هذه المرحلة، يتم جمع معلومات كاملة عن الحالة الصحية للمريض، بما في ذلك التاريخ الطبي، والأعراض الجسدية الحالية، وتاريخ الحالات الطبية السابقة. كما يتم جمع الاضطراب النفسي والاجتماعي، مثل مستويات التوتر، والصدمات التي تعرضت لها، ونمط الحياة، والعلاقات الاجتماعية. يهدف هذا الإجراء إلى التمييز بين الأعراض الناتجة فقط عن الأسباب الجسدية وتلك المرتبطة بالعوامل النفسية، وتحديد العوامل المحتملة التي تسهم في ظهور الأعراض النفسية الجسدية.
2) المرحلة الثانية هي التقييم النفسي. في هذه المرحلة، يتركز التركيز على فحص الأنماط النفسية للمريض، بما في ذلك مستويات القلق، والاكتئاب، والغضب، وتقلبات المزاج. يشمل ذلك استخدام المقاييس النفسية والاستبيانات الموحدة لتحديد شدة التوتر النفسي وتأثيره على الصحة الجسدية، بالإضافة إلى تقييم التقنيات والاستراتيجيات النفسية التي يستخدمها الشخص لإدارة التوتر.
3) المرحلة الثالثة هي التقييم الفسيولوجي. في هذه المرحلة، يتم فحص وظائف الجسم المرتبطة بالاضطرابات النفسية الجسدية، مثل ضغط الدم، معدل ضربات القلب، الجهاز الهضمي والتنفسي، والنشاط العضلي والهرموني. الغرض من هذا التقييم هو تحديد التأثيرات العضوية الناتجة عن الضغط النفسي وتحديد مدى ارتباطها بالخصائص العصبية الفردية مثل قوة الجهاز العصبي، والمرونة العصبية، والتوازن العصبي، والتحمل العصبي.
4) المرحلة الرابعة – تحليل الترابط النفسي الجسدي: بعد جمع البيانات النفسية والجسدية، يتم تحليل العلاقة بين المشاعر، والضغط النفسي، والأعراض الجسدية لتحديد شدة العلاقة النفسية الجسدية. تساعد هذه المرحلة في تصنيف الاضطراب النفسي الجسدي وفقا لدرجة ارتباطه النفسي بالجسم: ضعيف، متوسط أو قوي. هذا يحدد اختيار أفضل استراتيجية علاجية لكل حالة.
5) المرحلة الخامسة هي تطوير التشخيص وخطة العلاج. في هذه المرحلة النهائية، يتم دمج نتائج الفحص النفسي والجسدي، بالإضافة إلى تحليل الارتباط النفسي الجسدي، لتحديد التشخيص النهائي للاضطراب النفسي الجسدي. كما تم وضع خطة علاجية شاملة. تؤخذ الخصائص الفردية للجهاز العصبي والقدرات التكيفية في الاعتبار. يشمل البرنامج تدخلات نفسية وسلوكية وطبية واجتماعية. كما يتم تطوير خطة متابعة لتقييم فعالية العلاج وتعديل الاستراتيجيات حسب الحاجة.