نظام نظري وتطبيقي شامل يهدف إلى فهم آليات تطور الوظائف الذهنية العليا لدى الأطفال – الكلام، الذاكرة، الانتباه، التفكير والمهارات الحركية – في سياق التفاعل المعقد بين التطور الهيكلي للدماغ والبيئة الاجتماعية والثقافية. تستند هذه المفاهيم إلى مزيج من المنهج العصبي النفسي المحدد الذي أسسه ألكسندر لوريا، والذي يركز على تحليل البنية الوظيفية للوظائف الذهنية العليا ودراسة الاضطرابات والعمليات التي تقوم عليها وراءها، ونظرية فيغوتسكي الثقافية التاريخية، التي تقول إن الوظائف الذهنية العليا تظهر في البداية من خلال التفاعل الاجتماعي، ثم تتحول إلى أدوات داخلية للتحكم في السلوك والتفكير (أي أن هناك عملية الداخلية). لذا، تعتبر الوظائف الذهنية العليا ليست وظائف منفصلة ومستقلة، بل كأنظمة ديناميكية معقدة تتطور تدريجيا في سياق ثقافي-تاريخي، حيث تتفاعل العوامل العصبية مع التجربة الثقافية والتعليمية، وتشكل شخصية ووظائف عقلية عليا للطفل ككل.