مفهوم الاضطرابات النفسية الجسدية
فهم العلاقة بين العوامل النفسية والعصبية والهرمونية والاجتماعية، بالإضافة إلى تأثيرها على وظائف الجسم والصحة العامة. يشير هذا المفهوم إلى أن الأعراض الجسدية التي تظهر في الأمراض النفسية الجسدية ليست عرضية أو نتيجة لسبب عضوي واحد، بل تمثل التأثيرات المشتركة للضغط النفسي، والمشاعر المكبوتة، واضطرابات المزاج على العمليات الفسيولوجية للجسم. تشمل هذه العمليات نشاط الجهاز العصبي الذاتي، وإفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين، وتنظيم الجهاز المناعي. يمكن أن تضعف هذه التغيرات الاستجابة الطبيعية للجسم وتزيد من قابليتها للإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية واضطرابات الجهاز الهضمي والمناعة. يؤكد المفهوم أيضا على دور العوامل الاجتماعية والثقافية في تشكيل التجارب النفسية الجسدية، حيث تؤثر العلاقات الاجتماعية ودعم الأسرة والبيئة على شدة الأعراض وفعالية علاجها. يعتمد هذا المفهوم على مجموعة متنوعة من النماذج، مثل النموذج البيولوجي-النفسي الاجتماعي، ونظرية التوتر والتكيف، ونماذج التفاعل العصبي-المناعي-الهرموني، التي توفر إطارا لفهم كيف يمكن للحالات النفسية أن تتحول إلى أعراض جسدية والعكس صحيح. لذا، يوفر التبرير النظري للاضطرابات النفسية الجسدية أساسا علميا لفهم أسباب هذه الحالات، ويتنبأ بتطورها ويطور تدخلات علاجية ووقائية شاملة تؤثر على النفس والجسم، مع التركيز على تطوير مهارات التكيف والمرونة النفسية.