نموذج الوظائف النفسية
تتشكل الوظائف الذهنية العليا تدريجيا من خلال تفاعل الطفل مع البيئة، مرورا بمراحل متتالية. طور أخوتينا نموذجا للوظائف النفسية، جادل بأن الوظائف الإدراكية مثل الانتباه والذاكرة والكلام لا تمنح للطفل بشكل جاهز، بل تتشكل من خلال عدد من المراحل المترابطة التي تعتمد، من جهة، على نضج هياكل الدماغ، ومن جهة أخرى على التفاعل الاجتماعي والتعليمي. يساهم هذا النموذج في دراسة عملية تكوين الوظيفة، وليس فقط حالتها النهائية، مما يوفر منظورا ديناميكيا للتشخيص وإعادة التأهيل. على سبيل المثال، في حالة صعوبات القراءة، لا يقتصر التدخل على التدريب المباشر على القراءة، بل يشمل استعادة وظائفه المكونة، مثل التمييز البصري السمعي، والذاكرة، والإدراك الرمزي. وبهذه الطريقة، يصبح التدخل أكثر عمقا، لأنه يعتمد على استعادة العناصر الهيكلية الأساسية للوظائف الذهنية.