خصائص الأعراض النفسية الجسدية
تمييز هذه الأعراض عن الأعراض الطبية البحتة، لأنها تعكس العلاقة المعقدة بين العقل والجسد وتكشف الدور المركزي للعوامل النفسية في حدوث أو تفاقم الشكاوى الجسدية. أبرز هذه الصفات هي أنها غالبا ما تكون مزمنة أو متكررة، حيث يعاني المرضى عادة من نوبات متكررة من الألم أو اضطرابات وظيفية تحدث عند مواجهة ضغوط الحياة أو العاطفة. كما تتميز بطابع غير مستقر وقابل للتغير؛ قد تزداد شدتها خلال فترات التوتر أو القلق وتنخفض عندما يكون المريض مسترخيا أو يتلقى دعما نفسيا، مما يعكس حساسيته الفورية للتغيرات العاطفية. ميزة أخرى هي أن نتائج الفحوصات الطبية التقليدية غالبا لا تكشف عن شذوذات أو لا تفسر بشكل كامل شدة الأعراض التي وصفها المريض، مما يفرض على الأطباء مهمة التمييز بينها وبين الاضطرابات العضوية البحتة. علاوة على ذلك، غالبا ما تظهر الأعراض النفسية الجسدية بطريقة متعددة الأنظمة: قد يعاني المرضى من شكاوى متزامنة من الجهاز الهضمي أو القلب أو الجهاز العصبي أو الجلدي، مما يعكس استجابة الجسم المعقدة للضغط النفسي. ومن الخصائص المهمة الأخرى ارتباطها بأنواع معينة من الشخصيات، مثل الميل للكبت العاطفي، أو صعوبة التعبير عن المشاعر، أو الميل للقلق المستمر. وهذا يجعل هذه الأعراض جزءا من أسلوب الشخص في التعامل مع التوتر. كما أن لها جوانب ثقافية واجتماعية، حيث تختلف طريقة ظهور الأعراض وشدتها حسب البيئة الثقافية والدعم الاجتماعي المتاح. غالبا ما يلجأ المرضى الذين يعانون من هذه الأعراض إلى الأطباء بحثا عن تفسير طبيعي وقد يرفضون الاعتراف بالجانب النفسي بسبب الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي. لذا، تشمل خصائص الأعراض النفسية الجسدية:
1) درجة المزمنة
2) التنوع
3) التعددية، التباين، الأنظمة المتعددة 4
) تعقيد التفسير العضوي الكامل والارتباط الوثيق بالحالات النفسية والشخصية، مما يجعل الاضطرابات النفسية الجسدية مؤشرا واضحا على العلاقة العميقة بين الصحة الجسدية والنفسية.