Blog Details

علم النفس الجسدي في روسيا

توجه علمي منفصل تطور ضمن إطار التقاليد الطبية والنفسية السوفيتية والروسية. يتميز بنهج تكاملي يعتبر الشخص كيانا نفسيا جسديا لا ينفصل، ويشرح الأمراض الجسدية كنتيجة تفاعل مستمر للعوامل النفسية والعصبية والاجتماعية. في روسيا، تأثرت العلوم النفسية بالمدرسة الفسيولوجية التي أسسها إيفان بافلوف، والتي ركزت على دور الجهاز العصبي المركزي والانعكاسات المشروطة في تطور الأمراض، مما وضع الأساس لفهم العلاقة بين الإجهاد النفسي والتغيرات الجسدية. كما تأثرت بالطب النفسي الروسي، الذي درس العلاقة بين الصدمات العاطفية والاضطرابات الجسدية المزمنة. تم إنشاء مراكز بحثية طبية ونفسية لدراسة ما يسمى ب “الأمراض النفسية الجسدية” مثل قرحة الهضمة، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والربو القصبي. يتميز علم النفس الجسدي في روسيا بتركيزه على نموذج متعدد التخصصات يجمع بين الطب النفسي، وعلم النفس الطبي، والعلاج النفسي، وعلوم الأعصاب، مع السعي لفهم آليات تطور المرض من خلال مزيج من العوامل البيولوجية والاجتماعية والنفسية. ركزت المدرسة الروسية أيضا على جوانب الوقاية والتأهيل، حيث دمجت برامج الدعم النفسي والاجتماعي في المستشفيات والمستشفيات لتحسين التكيف النفسي وتخفيف الأعراض الجسدية. ومن السمات المميزة الأخرى لهذه المدرسة الاعتماد على النهج الإنساني، الذي يركز على دور الشخصية ونمط الحياة والعلاقات الاجتماعية في ظهور وتطور الأمراض النفسية الجسدية، بالإضافة إلى اهتمام كبير بدراسة التوتر النفسي والضغط المهني. لذا، فإن علم النفس الجسدي في روسيا هو نموذج يجمع بين الأسس العلمية الصارمة للطب والفسيولوجيا من جهة، ونهج اجتماعي عميق من جهة أخرى. وقد ساهم ذلك في تطوير مدرسة علاجية وبحثية فريدة أثرت في فهم علاقة العقل والجسد على المستوى العالمي.