Blog Details

المرونة العصبية في المحاولات الأولى

منذ فترة قصيرة، ارتديت أحذية التزلج لأول مرة منذ أكثر من عشرين عامًا. كانت محاولتي الأولى في طفولتي كارثية؛ لم أتمكن حتى من أخذ خطوة واحدة قبل أن أسقط بقوة. واليوم، في منتصف الثلاثينات، ومع ظهر يشتكي عند الانحناء وساقين تتألمان عند صعود السلالم، قررت أن أجرب مرة أخرى، مدركة المخاطر ولكن بإصرار واضح.

توقعت القليل جدًا: فقط أن أبقى واقفة لبعض الوقت دون أن أزحف خارج الحلبة. لكن حتى مجرد الوقوف كان تحديًا. لوزة الدماغ (الأميجدالا) أعلنت حالة الطوارئ، وأطلقت صورًا ذهنية لانهيارات محتملة، بينما كانت ابنتي تنزلق بخفة ورشاقة وكأن الأمر لعبة بسيطة.

بالنسبة للبالغين، تعلم مهارة جديدة ليس مجرد تجربة ممتعة، بل مواجهة مع الخوف. ومع ذلك، ما زالت الدوائر العصبية التي ساعدتنا كأطفال — القشرة الحركية، والمخيخ، والعقد القاعدية — تعمل بفاعلية. الأبحاث تؤكد أن تعلم مهارات جديدة يمكن أن يزيد من المادة الرمادية حتى في سن متقدمة. كل اهتزاز أو محاولة توازن يرسم خريطة عصبية جديدة.

الخوف يزيد الأمر تعقيدًا. فكل حركة إلى الأمام كانت تثير القلق، لكن قشرة الفص الجبهي لعبت دور الصوت العاقل، مؤكدة أنني في أمان. هذه العملية تشبه العلاج بالتعرض: التكرار في بيئة آمنة يعيد برمجة الدماغ ليتوقف عن اعتبار التزلج تهديدًا.

في جلسة واحدة فقط، حققت انتصارات صغيرة: الوقوف دون سقوط، تعلم النهوض بكرامة، والتصالح مع غياب الرشاقة. نجاحات متواضعة لكنها شعرت وكأنها إنجازات عظيمة.

الرسالة بسيطة: التجديد يعيد تشكيل الدماغ. المرونة العصبية في الكبر أبطأ، لكنها لا تختفي. كل تجربة جديدة تعيد صياغتنا. الكدمات لم تكن دليلاً على الفشل، بل على أن التغيير يحدث بالفعل.

خطتي الآن واضحة: الاستمرار في التدريب، تقبل التعثر، والسماح لدماغي أن يعيد كتابة قصتي مع كل محاولة.