ما تكشفه قصص ذوي الإعاقة عن الترابط المتبادل

لقد كانت جائحة كوفيد-19 فترة صعبة على الجميع، لكنها كانت أشد قسوة على الأشخاص ذوي الإعاقة. فقد أظهرت الدراسات تراجع فرص العمل، وانخفاض جودة الحياة، وارتفاع معدلات الاضطرابات النفسية، وزيادة نسب الوفيات مقارنة بغير ذوي الإعاقة. ومع ذلك، دخل كثير من الأشخاص ذوي الإعاقة هذه المرحلة وهم يمتلكون خبرات حياتية سابقة ساعدتهم على التكيف. فقد اعتادوا مسبقًا على استخدام الكمامات لفترات طويلة، والتواصل عن بُعد، وتعديل أنماط الحياة لمواجهة الأمراض المزمنة أو صعوبات الحركة.
أشارت دراستنا الأخيرة إلى أن ما هيأهم لمواجهة الجائحة لم يكن التجربة العملية فقط، بل أيضًا طريقتهم المميزة في سرد حياتهم.
قمنا بمتابعة 108 مشاركين من الولايات المتحدة بين عامي 2020 و2022، وجمعنا بيانات عن صحتهم النفسية بالإضافة إلى أكثر من 950 قصة شخصية عن لحظات النجاح والإخفاق وتجارب تتعلق بالإعاقة. وقد أظهرت النتائج أن الكثير منهم يعرّفون أنفسهم من خلال سرديات الترابط المتبادل، أي من خلال تبادل الدعم والرعاية، على عكس السرديات الأمريكية السائدة التي تمجد الاستقلالية.
إحدى المشاركات روت كيف واجهت وصديقتها تحديات طبية معًا، تدعمان بعضهما في المواعيد والانتقالات، وتتشاركان الحديث والضحك رغم الألم. جملتها: «نمضي معًا، فحسب» أصبحت عنوانًا لبحثنا، لأنها تجسد فكرة الترابط.
لكن المثير للاهتمام أن دور الترابط تغيّر مع مرور الوقت: ففي نهاية 2020، كان الارتكاز على الترابط يرتبط بزيادة الضغوط النفسية بسبب العزلة، أما في 2022 ومع انفتاح العالم، أصبح هذا النمط السردي عاملًا داعمًا للصحة النفسية.نُشرت هذه الدراسة في مجلة Journal of Personality and Social Psychology، وأظهرت أن ذوي الإعاقة يتبنون في الغالب رؤية تؤكد أن القوة تنبع من العلاقات المتبادلة، وهو منظور يقدم بديلًا مهمًا للسرديات الثقافية التي تساوي بين القوة والاستقلالية فقط.