Blog Details

ما بعد الهبّات الساخنة: الاكتئاب الخفي في سن اليأس المبكر

غالبًا ما يُنظر إلى انقطاع الطمث المبكر كمسألة جسدية ترتبط بانخفاض الهرمونات والهبّات الساخنة، إلا أن دراسة جديدة كشفت عن جانب نفسي عميق تعاني منه العديد من النساء. فبحسب دراسة نُشرت في مجلة Menopause، ما يقارب ثلث النساء المصابات بـ القصور المبيضي الأولي (POI) – وهو الاسم الطبي لانقطاع الطمث المبكر – يُظهرن أعراضًا اكتئابية واضحة.

تحدث هذه الحالة عندما يتوقف المبيضان عن العمل قبل سن الأربعين، مما يؤدي إلى فقدان مفاجئ للخصوبة ونقص في هرمون الإستروجين. وترافقها أعراض جسدية مثل جفاف المهبل، انخفاض كثافة العظام، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. لكن التأثير النفسي الناجم عن فقدان الخصوبة وتغير الأدوار الاجتماعية وغياب الدعم العاطفي قد يكون أكثر إيلامًا لبعض النساء من غيرهن.

وشملت الدراسة تحليل بيانات من حوالي 350 امرأة مصابة بـ POI، وأظهرت النتائج أن:

  • صغر سن التشخيص،
  • حدة أعراض انقطاع الطمث،
  • الحزن الناتج عن العقم،
  • وغياب الدعم النفسي
    جميعها عوامل ترتبط بشكل واضح بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب.

ومن النتائج اللافتة أن النساء اللاتي كان سبب الحالة لديهن وراثيًا كنّ أقل عرضة للمعاناة النفسية، كما لم يظهر العلاج الهرموني تأثيرًا كبيرًا على مستويات الاكتئاب، مما يشير إلى أهمية العوامل النفسية والاجتماعية في هذه التجربة.

حتى الأعراض التقليدية مثل التعرّق الليلي لم تكن مرتبطة بشكل مباشر بالاكتئاب، ما يعكس تعقيد التجربة النفسية التي تمر بها النساء المصابات بـ POI.

ويؤكد المختصون على أهمية الفحص النفسي الدوري للنساء المصابات بهذه الحالة، وضرورة تبني خطة علاجية شاملة تتضمن دعمًا نفسيًا وسلوكيًا إلى جانب العلاجات الهرمونية.تقول الدكتورة مونيكا كريسماس، وهي خبيرة في صحة المرأة:
“العلاج الهرموني يخفف من الأعراض الجسدية، لكنه لا يغني عن الحاجة إلى دعم نفسي متخصص. رعاية الصحة النفسية يجب أن تكون جزءًا أساسيًا من إدارة القصور المبيضي المبكر”.