أيها الآباء، فهم اضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه يبدأ من الوعي

في كل شهر أكتوبر، نسمع عبارة “شهر التوعية باضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه”، لكن وراء هذه العبارة كلمة واحدة تحمل كل المعنى: الوعي.
الآباء هم أول من يدافع عن أطفالهم من ذوي التنوع العصبي. تقع علينا مسؤولية أن نُعرّف من حولنا — العائلة والأصدقاء والمعلمين، بماهية هذا الاضطراب. فالتوعية ليست مجرّد واجب، بل ضرورة، لأن أطفالنا ونحن كآباء نستحق الفهم والدعم.
تربية أي طفل تحتاج إلى قرية، لكن تربية طفل ذي تنوّع عصبي تحتاج إلى قرية واعية. ومن تجربتي، أؤكد أن الحصول على الدعم مبكرًا يجعل الوالدين أكثر هدوءًا وثقة.
عندما تجد “قريتك”، اشكرهم، فوجود شبكة دعم حقيقية أمر نادر وثمين. ثم ساعدهم على رؤية طفلك كما هو: مبدع، مميّز، يفكّر بطريقة مختلفة. حين يفهمون ذلك، سيتوقفون عن رؤية طفلك من خلال التشخيص، بل سيرونه كشخص متكامل.
خذ مثالًا بسيطًا: نوبة الغضب. عندما لا يفهم من حولك اضطراب فرط الحركة، ستسمع نصائح غير مرغوبة أو أحكامًا قاسية. بينما المطلوب هو أن يدركوا أن دماغ طفلك لا يتعامل مع الضغط أو الإحباط بالطريقة ذاتها التي يتعامل بها طفل آخر.
أتذكّر حين لم تتفهم عائلتي في البداية صرامة النظام اليومي الذي وضعته لابنتي، لكن ذلك النظام في مواعيد الأكل والنوم والأنشطة، كان أساس استقرارها وسعادتها. ومع مرور الوقت، ومع زيادة الوعي، أدرك الجميع أن “النظام” بالنسبة للطفل المتنوع عصبيًا ليس تقييدًا، بل أمانًا.
وعندما تنشر الوعي باضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه، فأنت لا تغيّر نظرة الآخرين لطفلك فحسب، بل تبني بيئة قائمة على الفهم والدعم.
إليك بعض الحقائق التي يمكنك مشاركتها لتصحيح المفاهيم الخاطئة:
• الاضطراب ليس نتيجة تربية سيئة — بل اختلاف في بنية الدماغ وكيميائه.
• ليس كسلًا أو ضعف إرادة — بل صعوبة في تنظيم الانتباه والسيطرة على الدوافع.
• العقاب الشديد لا يفيد — الفهم والثبات هما الحل.
• الأطفال لا “يتخلّصون” من الاضطراب مع الوقت — فغالبية الأعراض تستمر في البلوغ.
• المصابون بالاضطراب قد يركّزون بشدة على ما يحبّونه — وهذا يُسمى “التركيز المفرط”.
حين يفهم من حولك هذه الحقائق، تكسب حلفاء، أشخاصًا يقدّرونك، يدعمونك، ولا يحكمون عليك. وهذه هي القوّة الحقيقية لأي أب أو أم.
احتفل بقوّة طفلك، وتجاهل الأمور الصغيرة، واحتفظ بطاقتك لما هو أهم.