Blog Details

أيهما أقسى: التجاهل أم الرفض المباشر؟

يعرف معظم من مرّوا بتجربة التجاهل (Ghosting) في العلاقات أن الأمر ليس مجرد موقف عابر، بل تجربة مربكة ومؤلمة. الدراسات السابقة أكدت أن التجاهل يترك آثارًا سلبية، لكنها اعتمدت غالبًا على تذكّر أحداث سابقة، وهو ما قد يحرّف النتائج بسبب ضعف دقة الذاكرة.

دراسة تجريبية جديدة

نُشرت مؤخرًا دراسة بعنوان الألم الوهمي للتجاهل: تجارب متعددة الأيام لمقارنة آثار التجاهل والرفض (تلاري وزملاؤه، 2025) في مجلة سلوك الإنسان عبر الحاسوب. تميّزت الدراسة بأنها لم تعتمد على الذاكرة، بل خلقت مواقف واقعية شعر فيها المتطوعون إما بالتجاهل أو الرفض.

في التجربة الأولى، تواصل 46 متطوعًا يوميًا لمدة 15 دقيقة مع شخص اعتقدوا أنه مشارك مثلهم، لكنه كان مساعدًا للباحثين. في اليوم الرابع حدث واحد من ثلاثة سيناريوهات:

  • التجاهل: توقف المساعد عن الرد فجأة.
  • الرفض: صرّح المساعد بعدم رغبته في الاستمرار ثم توقف عن الرد.
  • التحكّم: استمر المساعد في المحادثة بشكل طبيعي.

تكررت التجربة بشكل أطول (9 أيام) مع استبيانات يومية لقياس المشاعر.

النتائج الأساسية

أظهرت النتائج أن كلاً من التجاهل والرفض قللا من الإحساس بالقرب والرضا عن العلاقة، وزادا من مشاعر الرفض والعزلة مقارنة بالمجموعة الضابطة. لكن الشعور بالذنب كان أوضح في حالة الرفض المباشر.

الفرق الأبرز ظهر في الارتباك: الرفض سبّب ارتباكًا قصير المدى سرعان ما تلاشى، بينما استمر الارتباك الناتج عن التجاهل لفترة طويلة، حيث ظل المشاركون يتساءلون عن سبب توقف التواصل.

الخلاصة

تشير النتائج إلى أن التجاهل أشد ضررًا من الرفض. فالرفض رغم قسوته يمنح وضوحًا ونهاية واضحة، مما يساعد على التعافي سريعًا. أما التجاهل فيترك الباب مفتوحًا للتساؤلات، ويطيل من فترة التوتر النفسي والضغط العاطفي.