Blog Details

الكثير في العلاج النفسي يخشون “الظلام” مجازيًا

في التعبير الشائع، “الخوف من ظلّك” يعني المبالغة في الخوف أو التردد. لكن عالم النفس كارل يونغ كان يرى الأمر بشكل أعمق؛ فالـ “ظل” هو الجزء من شخصياتنا الذي لا نراه أو لا نتقبّله. لكل إنسان ظل، ويتحدد شكله وحجمه بمدى شجاعتنا وصدقنا في مواجهة ذواتنا. بالنسبة للبعض، مواجهة هذا الظل أكثر رعبًا من مواجهة الخطر الجسدي المباشر. فكثير من المحاربين القدامى مثلاً، ينزعجون أكثر من ردود أفعالهم تحت الخطر، لا من الإصابات التي لحقت بهم.

الخوف من هذا الجانب المظلم يخلق سلوكيات غير صحية؛ فالكمالية قد تكون غطاءً لإنكار الظل، والقلق المستمر قد ينتج عن الخشية من أن يكتشفه الآخرون، والاكتئاب قد يظهر إما من كراهية الذات لهذا الجانب أو من الإحساس بعدم القدرة على التخلص منه.

التعامل مع هذا الخوف في العلاج يشبه مساعدة طفل يخاف الظلام. صحيح أن الطمأنة والتحقق من الأمان يخففان التوتر مؤقتًا، لكن الخوف غالبًا يتخذ شكلاً جديدًا—فينتقل المريض من الخوف من المجتمع إلى الخوف من خذلان المعالج. وعندما ينفي المعالج وجود أي “وحوش” داخلية، يصبح المريض أقل استعدادًا للاعتراف بعيوبه وصراعاته.

في بعض المواقف، يمكن لـ “إضاءة” الحقيقة أن تساعد، مثل إظهار أن ما يبدو ككائن مخيف ليس سوى معطف على شماعة. لكن الحل طويل المدى عادة يكمن في التعرّض المباشر، أي البقاء في الظلام حتى يفقد رهبتَه. في العلاج، يعني هذا التعمق في مشاعر غير مريحة مثل الغضب، أو الرغبة الجنسية، أو الخوف من الموت، مع بقاء المعالج ثابتًا وهادئًا.

دور المعالج ليس الادعاء بأن المريض آمن تمامًا، بل مواجهة “الظلام” النفسي دون تردد. كما يطمئن الطفل عندما يرى والده يفتش تحت السرير بثقة، يكتسب المريض الثقة عندما يرى معالجه يواجه أعماقه النفسية بلا إنكار. تجاهل الظلام قد يعطي راحة مؤقتة، لكنه في النهاية يزيد من حدة الخوف.