Blog Details

المراهقون وتيك توك: كيف يشكّل الآباء عادات استخدام وسائل التواصل؟

كشفت إحصائيات مركز بيو للأبحاث لعام 2024 أن تسعة من كل عشرة مراهقين أمريكيين يستخدمون منصة تواصل اجتماعي واحدة على الأقل، وأن نصفهم تقريبًا متصلون بالإنترنت بشكل دائم تقريبًا. ورغم أن دراسات سابقة ربطت استخدام وسائل التواصل بـالاكتئاب، والقلق، ومشاكل النوم، إلا أن مراجعة حديثة للدراسات أجراها Ferguson وآخرون (2024) أظهرت أن العلاقة بين هذه العوامل ليست بسيطة أو مؤكدة. إذ تبقى نتائج تأثير وسائل التواصل على الصحة النفسية للمراهقين غير حاسمة ومتباينة.

ورغم هذا الغموض، فإن قلق الأهل لا يزال كبيرًا. إذ أبدى أكثر من 55% من الآباء قلقًا بالغًا بشأن الصحة النفسية للمراهقين، واعتبر 44% منهم أن وسائل التواصل الاجتماعي أحد الأسباب الرئيسة للمشكلات النفسية. في المقابل، يرى كثير من المراهقين أن وسائل التواصل توفر لهم فرصًا للتعبير عن الذات وتُعزز العلاقات الاجتماعية.

فكيف يمكن للآباء تعزيز استخدام صحي ومتوازن لهذه المنصات؟

دراسة حديثة لـNagata وآخرين (2025) كشفت أن كثرة استخدام الآباء للشاشات، والسماح باستخدامها أثناء تناول الطعام أو في غرف النوم، يرتبط بزيادة الوقت الذي يقضيه الأبناء أمام الشاشات، وظهور أنماط استخدام غير صحية.

في المقابل، فإن المراقبة الأبوية وتحديد أوقات للشاشة كانا مرتبطين بتقليل الاستخدام وتحسين السلوك الرقمي لدى المراهقين. مما يبرز الدور الحيوي الذي يمكن أن يلعبه الوالدان في توجيه الأبناء.

إليكم بعض التوصيات من العلماء والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال:

  1. وضع خطة عائلية لاستخدام الوسائط الرقمية: الاتفاق على أوقات خالية من الشاشات، مثل أوقات النوم والوجبات، مع مناقشة أهمية هذه الحدود بوضوح.
  2. التعاون مع المراهق: إشراك الأبناء في وضع القواعد يُعد أكثر فعالية من فرضها، حيث يُفضل اعتماد نهج استباقي بدلًا من الرد الفوري (Vossen وآخرون، 2024).
  3. تجنب استخدام الشاشة كأداة تحكم: المراهقون يبحثون عن الاستقلالية، واستخدام الشاشات كمكافأة أو عقوبة قد يدفعهم لرفض القواعد.
  4. بناء علاقة إيجابية وداعمة مع الأبناء: تظهر الأبحاث أن الاستجابة العاطفية والدفء الأبوي تقلل من خطر الاستخدام المفرط أو السلبي لوسائل التواصل.

ورغم أن هذه التوصيات لا تزال بحاجة إلى المزيد من البحث حول تأثيرها طويل المدى أو اختلافها بين أيام الأسبوع والعطلات، فإنها تقدم أساسًا عمليًا للآباء لمساعدة أبنائهم على استخدام التكنولوجيا بشكل واعٍ وآمن.