Blog Details

اكتشاف علمي جديد يفسّر تقلبات المزاج في الاضطراب ثنائي القطب

توصل باحثون من جامعة ماكغيل الكندية إلى اكتشاف قد يُحدث تحولًا في فهم اضطراب ثنائي القطب، إذ حددوا آلية بيولوجية محتملة وراء الانتقال بين حالات الهوس والاكتئاب.

عادةً ما يتبع الأشخاص الأصحاء دورة نوم واستيقاظ تستغرق 24 ساعة، بينما أظهرت دراسات أن مرضى الاضطراب ثنائي القطب قد يخضعون لدورات تمتد إلى 48 ساعة، تتزامن غالبًا مع الحالة المزاجية: قِصر النوم يرتبط بالهوس، بينما يرافق الاكتئاب فترات نوم أطول.

ونشرت الدراسة في مجلة Science Advances، وأشارت إلى وجود “ساعتين بيولوجيتين” داخليتين لدى المصابين بالاضطراب. الأولى هي الساعة المعروفة للنوم والاستيقاظ، والثانية تعتمد على خلايا عصبية تنتج الدوبامين، وتؤثر في الانتباه والمزاج. يبدو أن هذه الساعة الثانية تكون خاملة لدى الأصحاء، لكنها قد تساهم في تقلب المزاج عندما تتفاعل مع الساعة الأولى.

في التجارب التي أُجريت على الفئران، تم تحفيز هذه الساعة الثانية باستخدام الميثامفيتامين، مما أدى إلى أنماط سلوكية تشبه حالات الهوس. وعند تعطيل الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين في مناطق الدماغ المرتبطة بالمكافأة، مثل المنطقة السقيفية البطنية (VTA) والنواة المتكئة (NAc)، توقفت هذه الأنماط غير الطبيعية. وقد تم عكس تأثير هذه الساعة عبر استخدام أدوية مضادة للذهان.

وأوضح الدكتور كاي-فلوريان شتورخ، الباحث الرئيسي، أن هذا الاكتشاف يشبه “المد والجزر الحيوي”، حيث تعمل الساعتان البيولوجيتان معًا بطريقة تشبه تأثير الشمس والقمر على حركة المد.

ويفتح هذا الاكتشاف آفاقًا جديدة لعلاج الاضطراب ثنائي القطب، من خلال استهداف الساعة البيولوجية المرتبطة بالدوبامين، مما قد يساعد على تقليل شدة وتكرار نوبات المزاج.

لكن الباحثين أكدوا أن تفاصيل هذه الآلية لا تزال غير مفهومة بالكامل، ويواصلون دراستهم للكشف عن العوامل الجينية والبيئية التي قد تفعّل هذه الساعة لدى البشر.