اكتشاف علمي: خلل في الدماغ يجعلنا نظن أننا لا زلنا جائعين

كشف باحثون عن مجموعة من الخلايا العصبية في منطقة الحُصين البطني بالدماغ، مسؤولة عن تخزين ما يسمى بـ “ذاكرة الوجبة”، وهي ذاكرة دقيقة تحتفظ بمعلومات حول متى وماذا أكلنا. ونُشرت الدراسة في مجلة Nature Communications، حيث تشير إلى أن تعطيل هذه الخلايا العصبية قد يؤدي إلى الإفراط في الأكل، ما يفتح المجال أمام وسائل جديدة لعلاج السمنة واضطرابات الأكل.
يقول البروفيسور سكوت كانوسكي، المؤلف الرئيسي للدراسة: “إن ذاكرة الوجبة تعمل مثل قاعدة بيانات عصبية، تسجل تفاصيل تجربة تناول الطعام”.
لماذا هذا مهم؟
الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الذاكرة، مثل مرضى الخرف، قد يأكلون عدة مرات دون إدراك لأنهم ينسون أنهم تناولوا الطعام. كما أن تناول الطعام أثناء التشتت الذهني—مثل مشاهدة التلفاز أو استخدام الهاتف—قد يُضعف تكوين ذاكرة الوجبة، مما يزيد من خطر تناول الطعام دون وعي.
أظهرت الدراسة أن الفئران تُكوّن هذه الذاكرة أثناء فترات التوقف القصيرة بين اللقمات، وهي لحظات مهمة يعالج فيها الدماغ المعلومات السياقية. وعندما يتشتت الانتباه، تصبح الذاكرة الغذائية مشوشة أو غير مكتملة.
تقول الباحثة ليا ديكاري-سبين: “عندما لا يسجل الدماغ الوجبة بشكل صحيح، يشعر الشخص بأنه لا يزال جائعًا”.
آلية عمل “ذاكرة الوجبة”
راقب العلماء نشاط دماغ الفئران أثناء تناول الطعام باستخدام تقنيات تصوير متقدمة. وعندما أتلفوا الخلايا العصبية المسؤولة عن ذاكرة الوجبة، لم تعد الفئران تتذكر أماكن الطعام، رغم احتفاظها بقدراتها على التذكر في سياقات أخرى—ما يشير إلى وجود نظام ذاكرة متخصص.
كما تواصلت هذه الخلايا مع الوَطاء الجانبي، وهو جزء من الدماغ يتحكم في الجوع. وعند تعطيل هذا الاتصال، بدأت الفئران في الإفراط في الأكل، مما يؤكد العلاقة بين الذاكرة والشهية.
ماذا يعني هذا؟
قد تُغير هذه النتائج الطريقة التي نتعامل بها مع السمنة. فبدلاً من التركيز فقط على كمية الطعام أو السعرات، يمكننا تطوير أساليب تعزز من تكوين الذاكرة الغذائية، مما يساعد الدماغ على تذكُّر الشعور بالشبع وتجنُّب الإفراط.