Blog Details

الجانب المشرق من جوانبك المظلمة

جميعنا تعامل في العمل مع شخص يبدو صعب المراس—not شريرًا أو مؤذيًا، ولكن التفاعل معه يسبب التوتر. قد يكون بارعًا في أداء مهامه، لكنه كثير الجدال. أو ربما يتمتع بمهارات اجتماعية رائعة، لكنه دائمًا ما يتهرب من المهام التي لا تروقه.

هناك من يُعرف بـالوسواس القهري في التفاصيل، حتى لو كان الوقت ضيقًا. وهناك من يطرح أفكارًا جريئة لكنه لا يُكمل تنفيذها. وهناك أيضًا من يتميز بـحدة المشاعر وتقلب المزاج، مما ينعكس على أجواء الفريق بأكمله. غالبًا ما تُوصف هذه التصرفات بأنها جزء من “الجانب المظلم للشخصية”.

لكن الحقيقة أكثر تعقيدًا. بعض الصفات التي تُعتبر سلبية في بيئة ما قد تكون مفيدة للغاية في بيئة أخرى. مثلًا، قد تكون الكمالية، أو الجرأة، أو التحسس العاطفي مصدر قوة إذا وُظفت في السياق الصحيح، لكنها قد تتحول إلى عبء في ظروف أخرى.

ما وراء النرجسية والسيكوباتية

عندما نسمع عبارة “الجانب المظلم”، قد نفكر في مفاهيم مثل النرجسية، أو الاعتلال النفسي، أو التحكم بالآخرين. صحيح أن هذه السمات موجودة، لكن الأغلب منا يملك صفات خفيفة من هذه الأنماط، لا تصل إلى حد الاضطراب، لكنها قد تُسبب المشاكل إذا لم تُدار بشكل واعٍ.

ليس من الطبيعي أن نحاكم كل سلوك على أنه مرضي. فالقليل من الانفعالية أو العدوانية أو حتى الشك قد يكون ضمن النطاق الطبيعي للشخصية. الأهم أن نعرف متى وكيف نضبطها.

السياق هو الأساس

ما يُعتبر سلوكًا سلبيًا في وظيفة ما، قد يكون عنصر قوة في وظيفة أخرى. من يفضل العمل بمفرده قد يبدو منغلقًا في بيئة الفريق، لكنه يكون مثاليًا في المهام التي تتطلب تركيزًا عاليًا.

أما الأشخاص ذوو الطابع التعبيري والعاطفي فقد يُنظر إليهم على أنهم مفرطون في الرسمية، لكنهم قد يتألقون في المجالات الإبداعية.

الفرق بين نمط الشخصية واضطراب الشخصية

من المهم التمييز بين نمط الشخصية (طريقة تفكيرك وتفاعلك المعتادة) واضطراب الشخصية (عندما تؤثر هذه الأنماط سلبًا على علاقاتك أو أهدافك).

السمات مثل الكمالية، أو الاندفاعية، أو الحساسية الزائدة قد تقود إلى نتائج مبهرة أو مدمرة، وفقًا لسياقها ومدى إدراكنا لها.

كيف تدير تناقضاتك الداخلية؟

كل شخص يحمل في داخله خصائص قد تكون سلاحًا ذو حدين. السؤال: هل تُحسن توجيهها؟ أم أنها تتحكم بك وقت الضغط أو القلق؟

اسأل نفسك:

  • متى تُساعدني صفاتي الشخصية على النجاح؟
  • ومتى تعيق تقدمي؟
  • كيف أتصرف عند التوتر؟
  • ما البيئات التي تُظهر أفضل ما فيّ؟ وأسوأ ما فيّ؟

الهدف ليس إلغاء هذه الجوانب من شخصيتك، بل توجيهها بطريقة تخدمك وتخدم من حولك. حين نفهم أنفسنا، تصبح حتى صفاتنا “المظلمة” مصدرًا للقوة، والابتكار، والمرونة النفسية.