Blog Details

لماذا لا تستطيع المغادرة؟ 3 إشارات تدل على أنك في علاقة صدمة نفسية مع شريك نرجسي

الارتباط الناتج عن الصدمة هو فخ نفسي قد يبقيك متعلقًا بعلاقة سامة، حتى عندما تكون مدركًا أنها تؤذيك. إذا شعرت يومًا بأنك عالق عاطفيًا مع شخص يسيء إليك، رغم أنك تعلم أنك تستحق الأفضل، فقد تكون ضحية لهذا النوع من الروابط. إليك ثلاث علامات رئيسية تشير إلى أنك ربما في علاقة مرتبطة بصدمة نفسية – خاصة إذا كان الطرف الآخر نرجسيًا.

1. علاقة مليئة بالتقلبات العاطفية الحادة

من أبرز العلامات أن العلاقة تتسم بلحظات حميمية جميلة يليها صراع أو إهمال قاسٍ. تشعر وكأنك على أرجوحة عاطفية – لحظات دفء ثم فترات برود، انتقاد، أو تجاهل. ومع مرور الوقت، تبدأ اللحظات السلبية في الهيمنة، لكن اللفتات الإيجابية القليلة تبقيك متمسكًا بالأمل.

تخيل مثلًا أنك تحضر مناسبة مع شريكك، لكنه يتجاهلك طوال الوقت، أو ينتقدك علنًا، أو يرفض التفاعل معك. وفي اليوم التالي، يتصرف بلطف شديد، يهديك شيئًا أو يقول كلامًا لطيفًا. تجد نفسك تبرر ما حدث، لأن “هناك جانبًا جيدًا فيه”. هذا النمط – المعروف بالتعزيز المتقطع – هو سمة شائعة في الروابط الناتجة عن الصدمة.

2. الانسحاب العاطفي كنوع من العقاب

علامة أخرى شائعة هي الانسحاب العاطفي. عندما تحاول التعبير عن مشاعرك أو مناقشة مشكلة، يتجمد شريكك عاطفيًا أو يتجاهلك تمامًا. هذا “الصمت العقابي” يجعلك تشعر بأنك غير مرئي، بلا قيمة، وتتوق إلى إنهاء هذا البعد المؤلم – حتى لو لم تكن المخطئ.

قد تجد نفسك تعتذر فقط لإنهاء القطيعة، رغم أن ما قلته كان محقًا. مع الوقت، تعتاد أن احتياجاتك لا تُهم، وأن الحب لا يأتي إلا إن التزمت الصمت أو تظاهرت بالرضا.

هذا النمط مؤلم بشكل خاص إذا كان يعيد إلى ذاكرتك مواقف الطفولة حيث كان الحب يُمنح لك بشروط. إذا كنت قد تعلمت كطفل أن الحب مشروط بالطاعة أو كبت مشاعرك، فقد تكون أكثر عرضة لهذا النوع من العلاقات في الكبر.

3. لقد ضحيت بالكثير، ويصعب عليك المغادرة

أحيانًا، كلما زادت تضحياتك من أجل العلاقة، زادت صعوبة الخروج منها. سواء كنت قد تخلّيت عن وظيفة، أو انتقلت إلى مدينة أخرى، أو تنازلت مرارًا عن احتياجاتك، قد تشعر أن المغادرة تعني خسارة كل شيء.

الأسوأ أن هذا العطاء غالبًا لا يكون متبادلًا. شريكك النرجسي قد يجعلك تشعر بالذنب، أو يتقمص دور الضحية، أو يقلل من شأن تضحياتك – دون أن يبذل أي جهد حقيقي بالمقابل.

خذ “بن” كمثال. قرر أن يترك حياته المهنية وينتقل إلى مدينة جديدة ليكون مع شريكته التي قالت له إنه “الشخص المناسب”. بعد بضعة أشهر، يكتشف خيانتها المتكررة، لكنه لا يستطيع المغادرة – ليس لأنه بخير، بل لأنه يشعر بأن ترك العلاقة يعني الفشل.

كسر الحلقة

الوعي بهذه العلامات هو الخطوة الأولى للخروج من هذا النمط المؤلم. الروابط الناتجة عن الصدمة قد تشوش رؤيتك للواقع وتدفعك لتحميل نفسك اللوم، بينما يتجاهل شريكك مسؤولية أفعاله. إذا كانت علاقتك تتسم بالفوضى العاطفية، والانسحاب، وعدم التقدير، فقد حان الوقت لطلب الدعم واستعادة ذاتك.

إذا كنت ترغب في فهم أعمق للإساءة النرجسية وكيفية استعادة السيطرة على حياتك، فإن أدوات مثل الذكاء العاطفي، ووضع حدود صحية، يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في رحلة الشفاء.